سلوك الطفل: هذه طرق مهمة لجعله جيدا ومطيعا
أولا – مقدمة عن سلوك الطفل الصغير:
سلوك الطفل يدخل في نطاق تربية الأطفال التي تعد بدورها، من الأمور الصعبة جدا التي تحتاج من الوالدين جهدا كبيرا وتركيزا مهما حتى تكون تربية حسنة وحتى يكون سلوك الطفل سلوكا جيدا، لكن لا يمكن أن يتحقق هذا الأمر ، إلا بالمشاركة وتقاسم المسؤولية بين الطرفين أي بين الأم والأب معا.
ولا يمكن ترك المسؤولية على عاتق واحد منهما فقط دون مشاركة الآخر فكلما كان تقاسم الأمور البيتية خاصة تربية الأطفال بين الزوجين كلما سهلت عملية تربية الطفل وسهلت طريقة جعله طفلا سويا من حيث تصرفاته سواء مع والديه أو مع إخوته في البيت أو أصدقائه وأفراد العائلة الكبيرة.
وكلما تعود الطفل على معاملة جيدة كلما كان سلوكه حسنا وكان طفلا مطيعا ، وحتى نعرفكم على الطرق السليمة التي يجب على الآباء إتباعها في التربية لجعل سلوك الطفل سلوكا جيدا، إليكم هذا المقال المفصل.
ثانيا – تعرفوا على الأسباب التي تجعل الطفل سيئا مع والديه:
هناك الكثير من الأسباب التي تجعل سلوك الطفل يصبح سيئا وغير مهذب مع والديه، أو مع كل من حوله والتي تحدث عنها الكثير من المهتمين والأخصائيين بهذا المجال وفي العديد من المناسبات والتي تؤدي إلى تدهور تصرفات الطفل وتجعله سيئا لا يطاق يتصف بالعناد الدائم والرفض لكل شيء.
إضافة إلى الكثير من التصرفات السيئة التي يقوم بها اتجاه الآخرين، وهنا اخترنا أن نقدم لكم هذه الأسباب لتتعرفوا عليها وتحاولوا علاجها والتخلص منها للفوز بسلوك حميد لدى طفلكم والتي تتجلى في النقط الأساسية التالية :
-
انعدام الحوار الجيد يؤدي إلى خلق الطفل سيئ السلوك :
من بين الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى تصرف الطفل السيئ وتصرفاته غير الجيدة سواء مع نفسه أو مع الوالدين أو أفراد الأسرة ككل، هو عدم قدرة الأهل على فتح حوار جيد مع الطفل ومحاولة فهمه وفهم رغباته ومنح الفرصة في التعبير عما يخالجه وعما يريده.
وصعوبة هذا الأمر تؤدي إلى عدم فهمهم له أو فهمه لهم، وينتج عن ذلك لجوء الطفل إلى التمرد وعدم طاعة أهله خاصة أمام الضيوف أو الزوار، وأيضا عندما يكون مع الأجداد يزداد تمرده لكونه يشعر بحماية كبيرة في تلك اللحظات.
-
تنفيذ العقاب القاسي يولد سلوك الطفل السيئ والعنيد:
عندما تتم معاقبة الطفل بطريقة قاسية جدا خاصة الضرب الجسدي من طرف الوالدين، هنا تجد سلوك الطفل سيئا حيث تتولد لديه رغبة قوية في تحدي أمه أو والده ورفض كل شيء منهما، إضافة إلى رفض تنفيذ أوامرهما ورفض الانصياع لهما وطاعتهما حتى في الأمور البسيطة.
وعندما يتعرض للقسوة والحرمان أيضا تجد الطفل يزداد في عناده بكثرة وإذا لم تتم معالجة هذا الأمر في الوقت المناسب فالأمر يسوء أكثر وسلوك الطفل يصبح سيئا أكثر فأكثر.
-
التعرض للضغوطات الكثيرة يؤدي إلى سلوك الطفل السيئ:
من بين الأمور السيئة التي تؤدي إلى توليد السلوك السيئ، هو تعرضه للكثير من الضغوطات والكثير من المنع من قبل والديه، خاصة إذا كانت هذه الضغوطات عبارة عن أمور تمنعه من ممارسة حياته الطبيعية بالشكل الذي تعود عليه، كأن يتم مثلا حرمانه من القيام بأنشطة معينة.
وعلى سبيل المثال، كاللعب والحركة التي تعود عليها والخروج من البيت وممارسة مجموعة من الأنشطة الخاصة بالاطفال، كل هذا يزيد من تمرد الطفل وعناده وعدم طاعة الآخرين خاصة أمه وأبوه.
-
التخويف بالشرطة يؤدي إلى سلوك الطفل السيئ:
عندما تلجأ الأم أو الأب إلى تخويف ابنهما بالشرطة أو بمجموعة من الأشخاص يكونون مصدر خوف للطفل، أو اعتماد العفاريت لتخويفه، فهذا لا يساهم في جعل الطفل يكون مطيعا لهما، بل على العكس يزيد من تصرفات الطفل الذي يصبح أسوء بكثير مما كان عليه،ويصبح متمردا عن كل شيء ولا يصغي لكلام الآخرين وتكون تصرفاته سيئة جدا.
ثالثا – طرق علمية لجعل الطفل يتصرف مع الآخرين :
الكثير من الوالدين في المجتمع تجدهم يرغبون في جعل أطفالهم يطيعونهم ويطيعون أوامرهم وتنفيذها بحاذفيرها دون تردد ودون تمرد من الأطفال، لكن هذا من الصعب تحقيقه بسهولة خاصة إذا كان سلوك الطفل سيئا جدا، ومع طفل متمرد ولا يتقبل القيام بما يطلب منه بسهولة.
وهذا ما يجعل الكثير من الآباء والأمهات يتساؤلون عن الطرق السليمة التي يمكنها أن تعالج هذه المشكلة حتى يتبعونها بكل سهولة، لهذا ومن خلال هذا المقال سنعرفكم على هذه الطرق التي ستسهل عليكم العملية وتجعلها سلسة .
-
البدء بتحديد سلوك الطفل السيئ :
من الأمور الأولى التي يجب القيام بها لتعديل تعامل الطفل السيء هي البدء بتحديد هذا السلوك و إلى أي مدى هو سيء، إضافة إلى النظر ما إذا كان هذا السلوك عاديا أو غير متوقع من الطفل كما يجب على الأهل تحديد المرحلة العمرية التي يوجد فيها الطفل.
واكتشاف ما إذا كان هذا السلوك يتصف به كل الأطفال في سنه أم هو فقط ، ثم يجب عليهم أيضا معرفة ما إذا كان الطفل يتصرف بالسلوك السيء فقط في البيت أو حتى خارجه سواء مع الأصدقاء أو في المدرسة.
-
الشروع في تعديل السلوك السيئ عند الطفل :
بعد أن تتم عملية معرفة السلوك وتحديده تأتي المرحلة الثانية التي تتجلى في العمل على تغييره إلى الأحسن، ورغم أن الطفل في سنه الصغير غالبا ما يمارس مجموعة من السلوكات السيئة التي تعتبر مرحلة عمرية عادية إلا أن هناك مجموعة من السلوكيات التي تحتاج إلى التدخل السريع لعلاجها والقضاء عليها خاصة السلوكات السيئة، والتي تسبب الضرر الأكثر والعمل على علاجها أمر مهم جدا وضروري.
والتعديل السلوكي هنا يتطلب القيام بالخطوة الأولى المتمثلة في التحدث إلى الطفل بطريقة بسيطة وبحوار يفتح بينه وبين الأم والأب حتى يستوعب أن ما يقوم به هو أمر سيئ جدا ويجب التخلي عنه مقابل كسب الآخرين ويشترط أن تكون الطريقة سلسلة وبسيطة حتى يستطيع أن يستوعبها.
-
التفريق بين سلوك الطفل السيئ وشخصيته :
من الأشياء المهمة أيضا التي يوصي بها الخبراء والأخصائيين في هذا المجال كل من يعاني من تصرفات الطفل السيئة، هي التفرقة بين سلوك الطفل السيء وبين شخصيته التي عادة ما تتكون مع مرور الأيام، ويجب على الآباء هنا أن يقوموا ببذل جهد اتجاه أطفالهم.
وأن يتجنبوا دائما النزول عليه بالشتائم وربما تصل الأمور إلى تعنيفه جسديا كلما قام بارتكاب سلوك سيء اتجاههم أو اتجاه أي شخص آخر، وهذا تصرف خاطئ جدا، إذ أنه يؤدي إلى تحطيم وتكسير شخصيته التي تكونت مع الأيام، إضافة إلى أنه تصرف يساهم في فقدانه الثقة بنفسه وتوليد الخوف لديه اتجاه والديه وأحيانا يصل الأمر إلى كرههما.
هذا بالإضافة إلى تجنب الأهل النطق ببعض العبارات التي تعتبر مؤذية للأطفال كقول ” أنت ولد سيئ أو أنت طفل غبي أو أنت طفل مكروه أو قول أنا لا أحبك لأنك ولد سيئ السلوك” ، وبدلا من قول هذا الكلام يمكن للوالدين أن يقوما بإشعاره بالذنب بسبب ما فعله بالكلام الحسن والطيب والقيام بتوضيح وشرح مدى خطورة الفعل الذي قام به كقول ” أنت ولد جميل لكن ما فعلته أمر غير مقبول “.
-
اعتماد فورية التطبيق لتصحيح السلوك السيئ لدى الطفل:
عندما يقوم الطفل بتصرفات سيئة يجب على الوالدين القيام بتطبيق فورية تصحيح السلوك في الحين، وألا يقوما بتأجيل النظر في الموضوع إلى وقت لاحق، وذلك حتى يفهم الطفل أن السلوك الذي قام به هو سيئ ويستطيع أن يربط بينه وبين العقاب الذي تلقاه من والديه، وألا يفكر في تكراره مرة أخرى.
وقبل أن تتم معاقبة الطفل، يجب على الأهل أن يشرحوا للطفل سبب العقاب والذي يجب أن يكون بعيدا كل البعد عن الضغط على الطفل أو حرمانه من شيء يحبه، لأن هذا يولد لديه شعورا بالكره والتمرد، وبدلا من ذلك يمكن عقابه بالقول ” أنت ولد طيب وأنا أحبك لكن أنا منزعجة منك لأنك فعلت كذا وكذا .” هكذا سيشعر الطفل بالذنب ولن يعيد تكرار ذاك التصرف مرة أخرى.
-
الاستمرارية في تعديل هذا السلوك السيئ:
دائما ما ينصح الخبراء في مجال تربية الأطفال كل الآباء باعتماد طرق سلسة في تربية الأبناء، وعندما يتعلق الأمر بتعديل سلوك الطفل السيئ، هنا يجب التوقف عند نقطة مهمة وهي الاستمرارية والثبات في تنفيذ عملية تصحيح السلوك السيء وعدم الشعور بالملل منها أو الضجر منذ أول وهلة.
فالأمر لا يمكن أن يتحقق من أول مرة بل يحتاج إلى الوقت والصبر حتى يستوعب الطفل أن ما يقوم به سيئ ويقتنع ومع مرور الأيام سيختفي تدريجيا إلى أن يختفي بشكل نهائي.
-
التعزيز الإيجابي للسلوك الجيد لدى الطفل :
من بين الأمور المهمة التي تساهم في نجاح الأهل في القضاء على سلوك ابنهم السيء ، هو القيام بالتعزيز الإيجابي للسلوك الحميد الذي قام به الطفل، فهذا يشجعه ويقوي ثقته بنفسه ويزيد من قوة شخصيته ويجعله سعيدا ولديه رغبة كبيرة في العزوف عن السلوك الغلط الذي قام به وألا يعود لتكراره مرة أخرى.
وحتى ينجح الآباء في تحقيق هذه النتيجة لا يجب تأجيل مدح الطفل وتشجيعه عندما يقوم بتصرف جميل وحميد حتى تترسخ في ذهنه أن الأمر الحميد يقوي مكانته لدى والديه وبالتالي تكون النتيجة تلاشي هذا السلوك السيء بشكل نهائي.
خلاصة عامة :
عندما ترغب الأسرة في تحقيق نتيجة إيجابية ومميزة في تحسين سلوك الطفل السيئ ، يجب الانتباه إلى مجموعة من النقط المهمة والتركيز عليها ، للحفاظ على ثقة الطفل بنفسه وأيضا المساهمة في حمايته وتعزيز شخصيته وأيضا العمل على خلق نوع من الراحة النفسية والطاعة لوالديه في كل شيء.
المصدر:https://www.unicef.org/