تقاليد شهر رمضان المغربية طقوس مهمة وضرورية
أولا – مقدمة شاملة عن شهر رمضان في المغرب :
تقاليد شهر رمضان، لا يمكن للمغاربة التخلي عنها، خاصة أن رمضان هو الشهر الذي ينتظره جميع المسلمين بفارغ الصبر ليشكروا الله على كل الهدايا الثمينة التي منحنا إياها، إنه الشهر التاسع من السنة الهجرية، ورمضان هو حدث روحي رائع يتم الاحتفال به كل عام، وليس لها تاريخ محدد، بدلا من ذلك يبدأ حسب رؤية الهلال، هذا الشهر الكريم خاص لأنه شهر نزول القرآن على النبي محمد صل الله عليه وسلم.
وما يميز رمضان عن سائر الشهور هو طقوسه الدينية والتقليدية المغربية، ويمتنع المسلمون عن الأكل والشرب والتدخين والعلاقات الحميمة من شروق الشمس أي وقت السحور، إلى غروبها أي وقت الإفطار، ويكرسون وقتهم للتقرب من الله ومساعدة المحتاجين.
ثانيا – تقاليد شهر رمضان خاصة وضرورية لدى المغاربة :
رمضان هو الوقت المناسب الذي يجتمع فيه المسلمون لذكر الله والتقرب منه وعبادته حق عبادة، ولأن رمضان هو خاص بالأمم الإسلامية ، تبدأ تقاليد الاحتفال بالمغرب قبل عدة أيام من وصوله من خلال بعض الاستعدادات المحددة، والتي لا يمكن أن تجدها إلا في المغرب فقط وتكون مختلفة تماما عن باقي الدول الأخرى ، كما أنها تختلف من مدينة إلى أخرى.
ثالثا – تقاليد شهر رمضان تبدأ بفترة قبل الصوم :
تتنوع تقاليد شهر رمضان في المغرب وتختلف، وتنطلق بأيام قبل حلول الشهر الكريم، والتي تعتبر من الأمور المقدسة التي لا يمكن تغييرها أو التخلي عنها، وهي تقاليد يتم توريثها من جيل لآخر، مهما كانت الظروف لا يمكن أن تتغير، وحتى نقربكم أكثر منها إليكم هذه الطقوس بالترتيب في النقط الأساسية التالية:
-
تحضير حلويات رمضان تقليد من تقاليد شهر رمضان:
قبل حلول شهر رمضان بعشرة أيام على الأقل ، تذهب النساء إلى السوق وشراء مكونات مختلفة لتحضير أطباق رمضان الخاصة، يصنعن ما يسمى بسلو أو السفوف حسب المنطقة، ومكوناته الأساسية هي: الطحين ، واللوز ، وبذور السمسم ، والزيت ، والسكر ، والقرفة، مع مجموعة أخرى من المكونات الدقيقة التي تبدع في تحضيرها المرأة المغربية فقط، ومع ذلك ، تختلف طريقة تحضير هذا المكون من منطقة إلى أخرى.
ثم يأتي دور الشبكية أو البشنيخة التي تعد أمرا ضروريا ومهما جدا في تقاليد شهر رمضان بالمغرب، و هو نوع من حلويات رمضان و يحظى بشعبية كبيرة في المغرب، وعادة ما يتم تناول الشباكية مع الحريرة الحامضة وهي طبق حساء مغربي لا يوجد إلا في المدن المغربية، والبيض المسلوق بعد الإفطار، مع مجموعة من المكونات الأخرى التي يتم اعتمادها على مائدة الإفطار.
ويمكن القول أن الشباكية وطبق سلو هي الأطباق الحلوى الرئيسية المهمة التي لا يمكن الاستغناء عنها في المغرب خلال تقاليد شهر رمضان، ويقوم بعض الناس بإعداد البريوات المحشية باللوز وسباع اللبن ، والذي يترجم حرفيا إلى أصابع الفتيات بسبب شكلهما، بالإضافة إلى تشكيلة من الحلويات التي يمكن تحضيرها ، إلا أنها تبقى ضرورية لدى الكثير من الأسر .
-
الملابس التقليدية تدخل ضمن تقاليد شهر رمضان:
من تقاليد شهر رمضان في المغرب هي الملابس التقليدية التي تعتبر مهمة جدا، ويجب أن يظهر المسلم دائما في أفضل حالاته ؛ نظيف وأنيق ومعطر، لهذا السبب في المغرب ، يتم خياطة الملابس التقليدية الخاصة للترحيب بالشهر الكريم الجديد، وتذهب النساء إلى خياطهن من أجل أخذ المقاسات قبل رمضان بفترات طويلة.
وذلك لاختيار التصميم الذي يناسب أذواقهن ويجعل رغباتهن تتحقق، و قبل رمضان بأيام قليلة ، تصنع الثياب للكبار والصغار، الرجال والنساء، و تتكون الملابس التقليدية عادة من الجلابة ، خاصة للسيدات في رمضان ، ارتداء الملابس الضيقة أمر غير محترم وبعيد كل البعد عن أيام شهر رمضان الكريم.
-
التنظيف العميق وترتيب البيت وتجيز كل شيء :
من تقاليد شهر رمضان في المغرب، هو التنظيف الذي يعد من الأمور المهمة بنفس القدر ويجب أن تبدو المنازل جيدة المظهر، حيث يقمن النساء بتنظيف وترتيب وتنظيم منازلهن جيدا، حتى أن البعض يرسمها من جديد لأنه بعد آخر يوم من رمضان يأتي عيد الفطر حيث يقوم الناس بزيارات بعضهم البعض.
إضافة إلى أن هناك نخبة مهمة من المغاربة الذين يعتمدون شراء مجموعة من الأغراض الجديدة لاستقبال الشهر الكريم، كالأواني والأثاث وتغيير شكل المطبخ وجعله أكثر تنظيما وترتيبا ليناسب أيام شهر رمضان حيث تقضي المرأة وقتا طويلا في هذا الفضاء.
-
تقليد الصدقة من تقاليد شهر رمضان عند المغاربة :
من المهم جدا لدى المغاربة مساعدة المحتاجين خلال شهر رمضان، إذ أن المسلمون يرحبون بالشهر الكريم بسلوكيات جيدة مثل مساعدة الفقراء سواء بالطعام أو المال أو العمل البدني، وغيرها من الأعمال التي تدخل ضمن الأعمال الخيرية والصدقة خلال الشهر الفضيل.
-
الصفارة الرمضانية تقليد مهم في شهر رمضان:
في الماضي، من بين تقاليد شهر رمضان، وقبل وسائل التواصل الاجتماعي ، كان لدى المسلمين طريقة خاصة للإعلان عن حلول شهر رمضان بعد رؤية الهلال، حيث استخدمت السلطات صفارة الإنذار الجوية التي تسمى Zowaka لإعلام الجميع بأن شهر رمضان المبارك يطرق أبوابنا، Zowaka ، كما يشير اسمها ، لها ضوضاء عالية جدا ، مما يجعل الجميع على دراية.
ولا تعلن صفارة الإنذار الجوية المغربية عن قدوم رمضان فحسب ، بل تعلن أيضا عن موعد الإفطار، ويمكن للمرء أن يميز الفرق بناء على عدد المرات التي يسمع فيها الصوت الفريد، ولإعلان رمضان ، تصفر الزواكة سبع مرات، وعند الإعلان عن الإفطار كل يوم ، يرن مرة واحدة يتبعه صوت المدفع الذي نصبه على أطراف المدينة من قبل رجال الجيش، ودائما ما يبدو صوت دوي المدفع مثيرا بغض النظر عن عدد المرات التي يسمع فيها.
-
التحضير للإفطار تجربة ملزمة من تقاليد شهر رمضان:
في كل يوم خلال شهر رمضان ، يستأنف الرجال والنساء العاملون أنشطتهم بينما تحضر الأمهات في المنزل وليمة الإفطار، وتختلف مواعيد العمل في رمضان، الساعات أقل، وتقلل المدارس من وقت استراحة الغداء نظرا لعدم وجود غداء بالطبع، وبعد يوم طويل من الصيام ، الساعة 6 مساء ، يكون الجميع في المنزل للمساعدة في الاستعداد للإفطار، ورمضان ليس مجرد مناسبة لحمد الله والاقتراب منه ؛ إنها أيضا مناسبة لرعاية المحبة والتضامن بين المسلمين على نطاق أوسع والعائلات على وجه الخصوص.