حرفة نقش الحناء فافا

حرفة نقش الحناء تقليد عتيق في المغرب لا يمكن أن يختفي

أولا – تعريف حرفة نقش الحناء التاريخي في المملكة:

حرفة نقش الحناء قفا
حرفة نقش الحناء تاريخيا

حرفة  نقش الحناء في المغرب، من الرموز القديمة جدا، إذ يعد فن الحناء الزخرفي والجذاب على الجلد جزء طويل الأمد من الثقافة المغربية،غالبا ما يرتبط هذا التقليد بطقوس الزفاف والاحتفالات المهمة الأخرى.

 كما يستمتع العديد من السياح الذين يحطون رحالهم بالمملكة المغربية، بهذا الطقس الخاص بالحناء، ويجدون أمامهم تصميمات جميلة مطبقة بمهارة، وحتى نقربكم أكثر من طقوس حرفة نقش الحناء، إليكم هذا المقال الشامل الذي خصصناه للحدث عن هذه الحرفة التاريخية التي ترافق المغاربة من جيل لجيل.

ثانيا –  تعرفوا على مكون الحناء وموطنها الأصلي:

حرفة نقش الحناء -ع-ع
الحناء وموطنها

الحناء نوع من النباتات التي تنمو في منطقة البحر الأبيض المتوسط، تطحن أوراق نبات الحنة لتشكيل مسحوق ناعم ، ثم يمزج بالماء لتكوين عجينة سميكة تشبه الطين، وتستخدم معها بعض المكونات المغربية الخاصة لتكون مميزة أثناء استعمالها كنقش على اليدين أو الرجلين.

كما يستخدم الفنانون فرشاة أو عصا أو فوهة بلاستيكية دقيقة لتطبيق المعجون على الجلد ، مما يخلق أنماطا وتصميمات معقدة على أجزاء مختلفة من الجسم، و من الشائع رش خليط من السكر مع عصير الليمون أو الليمون الحامض فوق التصميم المكتمل للمساعدة في ختم النمط وتحسين اللون.

ويقوم بعض الأشخاص بلف فيلم بلاستيكي حول التصميم لبضع ساعات لتشجيع إطالة العمر، ويتصلب المعجون ويتشقق في النهاية ويسقط بعيدا عن الجلد ، تاركا وراءه النمط الملون على الجلد، ويمكن أن تستمر تصاميم الحناء لعدة أسابيع.

وفي المغرب ، من الشائع أن يزين الناس أيديهم وأقدامهم بالحناء، وهذه حرفة مهمة تمارسها امرأة متخصصة تسمى النقاشة، إلا أنه في الآونة الأخيرة لم تعتد تقتصر فقط على النساء، وإنما أصبح الرجال أيضا يمارسونها، ويتفننون في زخارفها ونقشها على اليدين والرجلين .

ويمكن أيضا استخدام الحناء لتلوين الشعر والأظافر، كما يمكن للرجال المسلمين أيضا صبغ لحاهم بالحناء، وتستعمل أيضا لدى النساء في صبغ الشعر والاهتمام والعناية بجماله بشكل ملفت، هذا بالإضافة إلى أن حرفة نقش الحناء تشتهر بشكل كبير في المدن المغربية، ولها متخصصات .

ثالثا – تعرفوا على الاستخدام التاريخي لمكون الحناء:

حرفة نقش الحناء تè-èع
الحناء في القديم

تعرف الحناء  أيضا باسم المندي ، ويعتقد أن استخدام الحناء لتزيين الجسم قد نشأ في شمال إفريقيا ، وانتشر في النهاية إلى الخليج العربي والهند وآسيا عن طريق التجار المتجولين، وتعود الروايات المكتوبة عن استخدام الحناء إلى العصر البرونزي ، وخصائص الحناء في الحكايات الأسطورية التي تعود إلى قرون.

ويمكن إرجاع تصميمات الحناء في المغرب إلى أوقات مجتمعات البربر البدوية المبكرة التي جابت الأراضي، حيث تم استخدام الحناء ، كلما أمكن ذلك ، في أي مناسبة فرحة تقريبا وكانت انتصارات المعارك والولادات والأعراس والاحتفالات الدينية كلها مناسبات يزين فيها الناس أنفسهم بالحناء.

رابعا – تصاميم ورمزية في حرفة نقش الحناء:

حرفة نقش الحناء _ه__
الحناء ورمزيتها

حرفة نقش الحناء من الحرف التي تصنف ضمن القائمة الحرف التقليدية المغربية ، وبينما يقدر العديد من الزوار فن الحناء لجماله البصري ، يعلق العديد من المغاربة أهمية أكبر على العمل الفني، انطلاقا من معتقدات البربر ، ولا يزال العديد من المغاربة يرون وشم الحناء كرمز لحسن الحظ.

ويعتقد بعض الناس أيضا بقوة أن الحناء يمكن أن تساعد في الحماية من المصائر السيئة والعين الشريرة ، خاصة عندما تتضمن التصميمات أشكالا من الهمسة أو العين أو الماس، وتشمل تصميمات الحناء الشائعة الأخرى التقلبات والدوامات والأشكال الهندسية والأنماط الزهرية والتصميمات الخطية.

ويقوم الأشخاص الذين يؤدون أعمالا يدوية ، مثل العمل في الحقول ، بتطبيق الحناء بشكل تقليدي لأنها تساعد في تقوية اليدين والقدمين، ومن المعتقدات الأخرى المرتبطة باستخدام الحناء أنه يمكن أن يشجع على حصاد وفير.

 ويضمن وضع الحناء أيضا هطول أمطار كافية ، ويساعد على منع العقم ويجعل الولادة أسهل ، ودرء المرض والمصائب ، ومساعدة العائلات على كسب لقمة العيش ، وتعزيز العلاقات المتناغمة، وهذا ما زال قائما حتى الآن في العديد من المناطق في المغرب، ونظرا لمكانة الحناء لدى المغاربة برزت حرفة نقش الحناء لديهم.

كما يمكن أن تختلف أنماط الحناء النموذجية بشكل كبير في جميع أنحاء المغرب ، مع تصاميم الأزهار المعقدة والحساسة الشائعة في المناطق الشمالية وتصميمات أكبر وأكثر جرأة أكثر شيوعًا في المناطق الجنوبية.

خامسا – حرفة نقش الحناء حاضرة بقوة في الأعراس المغربية :

حرفة نقش الحناء حçàحçà
الحناء في العرس

حرفة نقش الحناء هي جزء من حفل الزفاف التقليدي في المغرب، لاسيما في حفلة الحناء التي تقام في المساء قبل حفل الزفاف، حيث تجتمع العروس والأقارب والأصدقاء معا للدردشة حول الحياة الزوجية. تنقل السيدات الأكبر سنا كلمات حكيمة إلى العروس الشابة وتهيئها لليلة الزفاف.

وفي هذه الأجواء يتم تطبيق الحناء على يدي وقدمي العروس ، مما يشير إلى رحلتها من الطفولة إلى الأنوثة، وقد تدرج بعض العرائس بشكل منفصل اسم العريس في التصميم، وهذا لا يتم إلا بحضور النقاشة التي تمتهن حرفة نقش الحناء.

خلاصة عامة :

عندما نتحدث عن حرفة نقش الحناء التقليدي في المغرب ، لا يمكن أن يتم دون الحديث عن النقاشة المرأة المتخصصة في هذا النمط من الزخارف والحرفة التقليدية المميزة، التي قد تبدو للبعض على أنها بسيطة وسهلة، إلا أنها صعبة وتحتاج للتركيز وأيضا تحتاج من المزينة أو النقاشة البحث المتواصل عن الجديد، في الزخارف والنقوش وحتى تواكب كل جديد في الساحة.