طقوس عيد الفطر في المغرب مميزة متنوعة بشكل كبير
أولا – تعريف عيد الفطر :
طقوس عيد الفطر في المغرب ، متميزة عن باقي دول العالم، إلا أنه في المغرب وأماكن أخرى في العالم الإسلامي، تعتبر الأعياد الإسلامية من بين أكثر أيام السنة توقعا واحتفالا، وينطبق ذلك بشكل خاص على عيد الفطر، وهو العيد الذي يصادف اكتمال شهر رمضان ، وشهر الصيام وتوقف صلاة التراويح، وغيرها من العبادات والطقوس الروحانية التي يتميز بها عادة الشهر الكريم.
ولتقريب الموضوع أكثر فعيد الفطر أو عيد الإفطار ، هو عيد ديني مهم يحتفل به المسلمون في جميع أنحاء العالم ويصادف نهاية شهر رمضان ، شهر الصيام الإسلامي المقدس، ويتم الاحتفال به يحتفل باختتام 29 أو 30 يوما من صيام رمضان بأكمله.
ثانيا – التقاليد الغذائية وطقوس عيد الفطر:
من بين طقوس عيد الفطر في المغرب، أنه يتميز بتقديم مجموعة من الأطباق الخاصة، فيعد الطعام أمرا أساسيا في الثقافة المغربية والحياة الأسرية بشكل عام ، لذلك ، بالطبع ، له دور بارز في الاحتفال بأي عطلة، وقبل يوم العيد ، تنشغل العديد من النساء في المطبخ بإعداد الكعك والمعجنات المغربية والفطائر المتنوعة ، وأيضا مختلف أنواع الحلويات والكيك.
ويختار البعض الآخر شراء والحلويات من محل معجنات أو مخبز محلي ، أو قد يطلبون حلويات من امرأة محلية تدير نشاطا تجاريا للخبز في المنزل، وعلى الرغم من إمكانية تحضير أي عدد من الأطباق ليقوم عيد الفطر.
إلا أن الاختيارات الشائعة هي أطباق الكسكس ، أو لحم الضأن أو لحم البقر، مع الخوخ المجفف، أو الدجاج مع الليمون والزيتون المحفوظ ، أو بسطيلة بالدجاج ، وهي من أشهر الأطباق المغربية التي يتم تحضيرها في معظم المناسبات والأعياد.
ثالثا – طريقة الاحتفال بطقوس عيد الفطر في المغرب:
بعيدا عن الطعام ، هناك الكثير من طقوس عيد الفطر التي يمكن أن نتحدث عنها والتي يتميز بها المغرب فقط دون غيره من البلدان،فعيد الفطر هو أولا وقبل كل شيء عطلة دينية، إذن ، بالنسبة للعديد من المغاربة ، يبدأ اليوم مبكرا جدا حيث يتوجه العديد من المسلمين إلى مسجدهم المحلي لحضور خطبة العيد الصباحية وصلاة الجماعة.
ثم بعد الصلاة ، تكون احتفالات عيد الفطر مميزة تقليديا ، تشملها الأجواء العائلية والجيران وزيارة كل قريب ومباركة العيد لكل شخص، كما قد تتجمع العائلات الممتدة لتناول وجبات احتفالية ، بدء من تناول الطعام على الإفطار واستكمال الوجبة الرئيسية في اليوم وهي الغذاء، أو قد تختار العائلات تناول الطعام في المنزل ثم زيارة الأقارب في فترة ما بعد الظهر والمساء.
بينما قد يكون تقديم الهدايا وتزيين المنازل والأماكن العامة أمرا شائعا في الغرب أو في أجزاء أخرى من العالم الإسلامي ، إلا أن احتفالات وطقوس عيد الفكر في المغرب مختلفا تماما، إذ تجده تقليديا ودينيا مائة بالمائة، ليس في الأكل فقط وإنما حتى في الأجواء الروحانية وصلة الرحم وارتداء الملابس الجديد التي يكون معظمها تقليديا، لا سيما عند النساء والرجال، إما الأطفال الصغار فتكون ملابسهم تقليدية أثناء أداء صلاة العيد، ليتم تغييرها فيما بعد وحضور باقي أنشطة اليوم رفقة العائلة.
رابعا – الزكاة من الأمور المهمة في الفطر بالمغرب:
لضمان حصول الفقراء على وسائل الاستمتاع بالعطلة ، يلتزم جميع أرباب الأسر بالتبرع بالطعام للمحتاجين نيابة عن كل فرد من أفراد الأسرة، و يأخذ الطعام عادة شكل الضروريات والمواد الأساسية مثل القمح أو الدقيق.
وتسمى هذه الصدقة زكاة الفطر ، أو صدقة الفطر ، وتصبح واجبة يوم عيد الفطر. لكن العديد من العائلات تقدم تبرعاتها في الأيام التي تسبق العيد، والتي أصبحت الآن عبارة عن نقود التي يتم منحها لكل محتاج في ذاك اليوم السعيد.
وقد يختلف موعد العيد الصغير في المغرب عن البلدان الأخرى حيث لا يتم قبول موعد الشهر الجديد رسميا إلا بعد رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة، وهذه من طقوس عيد الفطر في المغرب، إذ أنه وفي بعض البلدان الإسلامية الأخرى ، يسمح بمراقبة الهلال باستخدام التلسكوب.
ونظرا لأن تاريخ العيد يعتمد على رؤية القمر ، فقد تكون هناك اختلافات في التاريخ المحدد الذي يتم الاحتفال به حول العالم.، وقد لا يتم الإعلان عن المواعيد الدقيقة لعيد الفطر حتى قرب انتهاء شهر رمضان، في اليوم 28 و 29 منه.
خامسا – أجواء عيد الفطر في المغرب تميزها مجموعة من الأنشطة :
بالنسبة للعديد من المسلمين وحتى المغاربة أيضا، فعيد الفطر هو مهرجان للتعبير عن امتنانهم لله على المساعدة والقوة التي قدمها لهم طوال شهر رمضان لمساعدتهم على ممارسة ضبط النفس، والعبارة التي يشيع استخدامها من قبل المسلمين كتحية في هذا اليوم هي:
“عيد مبارك” ، وهي تعني “العيد المبارك”. الرد المناسب على عيد مبارك هو “خير مبارك” الذي يتمنى الخير لمن سلم عليك، وفي المغرب تسمع عبارة ” عواشر مباركة ” والرد عليها “الله يبارك فيك”، أو تسمع عبارة “مبارك عيدكم” والرد عليها ” الله يبارك فيكم”.
ومن بين طقوس عيد الفطر في المغرب أيضا، أن زيارة الأهل والأحباب ضرورية جدا، إذ يتم جزء منها بعد أداء صلاة العيد، والتي تكون للقريبين من بعضهم البعض، إما الكبيرة والمهمة والتي تدخل ضمن الجزء الثاني من الأنشطة، هي التي تكون للعائلة والأقارب والأحباب القاطنين بعيدا عن بعضهم وغالبا ما تكون بعد صلاة الظهر .
حيث تجتمع العائلات على مادة الطعام التي تكون متنوعة، وتجد فيها ما لذ وطاب من الأطباق المغربية التقليدية، التي يتم تحضيرها من قبل النساء، خصيصا لهذه المناسبة ، من أجل الاحتفال بهذا اليوم مجمع عائلي مميز، يسوده جو من الحب والتعاطف والود بين الأفراد.
إضافة إلى أن هناك الكثير من طقوس عيد الفطر في المغرب، والتي قد تختلف من مدينة إلى أخرى، ومن منطقة إلى أخرى، إلا أن السائد والغالب والمشترك بين كل المدن المغربية، هو ما تم ذكره في هذا المقال، إذ يكون العيد فرصة مميزة يجتمع فيها الأفراد في أجواء ملؤها المودة والرحمة والتسامح.
خلاصة عامة :
طقوس عيد الفطر في المغرب تتميز بمجموعة من الأشياء إذ يكون الوضع في هذا اليوم في غاية الروعة ، رغم تعب الأفراد والذي يكون ملاحظا في ملامحهم، إلا أن لا أحد منهم يرغب في التفرقة وتوجه كل واحد إلى بيته، نظرا لكون هذا اليوم مميز جدا للجميع، وفيه يرغب كل واحد في التقرب من الآخر ومعرفة أخباره والاطمئنان عليه وعيش لحظات عائلية قد لا تعوض .