حرفة الحدادة بالمغرب كنز ثمين لن تجده في بلد آخر
أولا – حرفة الحدادة بالمغرب من الكنوز العريقة والثمينة:
حرفة الحدادة بالمغرب كنز ثمين ومهم جدا للزوار الذين يحطون الرحال في بلادنا، حيث تفتح أمامهم المجال لاقتناء الهدايا التذكارية لكل من يرغبون، خاصة أن العرض متنوع ومختلف والطلب متوفر أيضا، وحرف المغرب منتشرة في كل المدن المغربية، خاصة مراكش وفاس .
لكن رغم انتشار حرفة الحدادة في هذه المدن العتيقة، إلا أن هناك نوع خاص لا يمكن أن تجده إلا في مدينة مكناس التي تزخر به رغم أن هذه الحرفة ضعيفة نوعا ما بها، وفيها لا يزال هناك الكثير من الهدايا والتذكارات التي يمكن العثور عليها، والتي تتميز بنقوش خاصة ولمسات تقليدية مختلفة .
والأسواق في مكناس أقل نشاطا من تلك الموجودة في مدن مغربية أخرى، مما يمنحك فرصة للتصفح في جو هادئ وخالي من المتاعب نسبيا، وبالإضافة إلى ذلك ، غالبا ما تكون الأسعار أقل مما هي عليه في الوجهات السياحية، و فيما يلي بعض أفضل العناصر التقليدية لأخذها إلى المنزل من مكناس، والتي اخترناها لك من حرفة الحدادة التقليدية.
ثانيا – الأسلوب الدمشقي في حرفة الحداد خاص بمدينة مكناس:
يعتبر الأسلوب الدمشقي القديم تخصصا في مكناس، إنها المدينة المغربية الوحيدة التي لا يزال الحرفيون ينتجون فيها عناصر معدنية مذهلة باستخدام هذه العملية، و يتم تضمين قطع رقيقة من المعدن الثمين ، غالبا ما تكون فضية ، في معدن آخر لإنشاء عناصر زخرفية ملفتة للنظر.
وألق نظرة على ورش العمل الدمشقية في مكناس واشتر شيئا فريدا مع دعم الحرفيين المحليين في نفس الوقت، كما تعتبر الأواني الحديدية من التخصصات الحرفية في مكناس ، وسوف ترى وتسمع الحرفيين المنشغلين وهم يدقون في ورش عملهم في جميع أنحاء المدينة.
ويسهل عادة وضع حاملات الشموع والمصابيح الصغيرة والزخارف في أمتعتك. إذا كانت العناصر الأكبر حجما ، مثل الطاولات الجانبية والكراسي المزخرفة والمصابيح القائمة الأكبر ، تلفت انتباهك ، فيمكنك عادةً ترتيب شحن البضائع إلى المنزل.
ثالثا – تاريخ حرفة الحدادة بالمغرب :
تعد حرفة الحدادة بالمغرب حرفة فنية ضاربة في القدم ، ولا زال ممتهنوها يبدعون من خلال صناعة أشكال جديدة تعبر عن الهوية المغربية، ومع مرور الزمن عرفت المهنة تطورا تقنيا كبيرا انعكس ذلك على أداء وظائف أخرى لتكون واحدة من وسائل التكوين الداخلي في بناء الديكورات الحديثة وتجديدها.
فأضفت المزيد من الحداثة على عالم الديكور وظهر ما يسمى بالحدادة الفنية لتصبح فنا فيه الكثير من الإبداع في التصميم لم يتردد في استخدام الوسائل العصرية مع التقنيات والخبرات التي اكتسبها عبر الزمن.، قد زينت المنازل والقصور بالمدن العتيقة بشتى أنواع قضبان الشبابيك والثريات والفوانيس والتماثيل.
إضافة إلى تشكيلة من الأثاث والكراسي وغيرها من التحف التي تعبر عن حب وتمسك الأسر المغربية بهندسة وحرفة الحدادة بالمغرب لا سيما الفنية منها، وهذا هو الشيء الذي جعل منها قبلة لعشاق ومحبي الديكور سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
و بسبب قدرتها على مواكبة خصوصيات الذوق العصري وقابليتها للإبداع والابتكار، تعد الحدادة الفنية من الحرف الشاقة التي تتطلب مجهودا عضليا وذهنيا وصمودا في المزاولة لارتباطها التام بالحديد الصلب وأدوات العمل الخاصة بها وتقنيات العمل الدقيقة.
رابعا – خصائص مميزة متوفرة في ممارس حرفة الحدادة بالمغرب:
ويعتبر الحداد أو ممارسة حرفة الحدادة بالمغرب، محترف بمواصفات خاصة ليستطيع تجنب مخاطرها المهنية نظرا لتعدد مراحل الإنتاج، والتي تتطلب استخدام مواد أولية وأدوات عمل خاصة لتطويع الحديد وتمديده وثقبه وتجعيده وليه وتلحيمه وتجميع أجزائه وتنعيمه وتلميعه وصباغته، وهذا ما يجعل الحداد الحرفي له دراية خاصة بأنواع الحديد القابلة للف والتقويس والثقب والطي والتقطيع والتلحيم.
ويتم ذلك باستعمال آليات الحك والمناشير والخراطات وآليات الضغط والمشابك والقضبان اليدوية، كما يتطلب منه اتخاذ الحيطة والحذر بوضع الأقنعة والنظارات الواقية لتجنب آثار الشظايا المتطايرة وانبعاث المواد الكيماوية، الخاصة بتثبيت وتجميع عناصر المنتوج .
خامسا – حرفة الحدادة بالمغرب تدخل ضمن الصناعة التقليدية:
يعتبر المغرب من أكثر البلدان ثراء بالصناعات التقليدية اليدوية في الوطن العربي، فهو يحتوي على الكثير من المدن التي تعتبر معقلا لهذه الصناعات مثل مدن سلا، فاس، مراكش والتي يقوم بها الأشخاص بصناعة الأثاث والمجوهرات والملابس والتحف المنزلية بشكل يدوي معتمدين على أدوات وآلات تقليدية.
ويبلغ عدد العاملين في قطاع الصناعة المغربية حوالي 2.4 مليون صانع وصانعة، ما يضعه من بين القطاعات المشغلة للمواطنين المغربيين، وحسب الإحصائيات فإن الصناعات التقليدية ذات الطابع الثقافي تشكل نسبة 17% من مجموع القطاع الصناعي أي ما يعادل 420 ألف صانع وصانعة.
وقد حظي قطاع الصناعة التقليدية بالكثير من الاهتمام من قبل الحكومة المغربية بعد العام 2007 م لاعتقادها أنه يساهم بشكل فعال في التنمية الاقتصادية في البلاد، بالإضافة لمساهمته في المحافظة على الهوية والتراث الوطنيين للملكة المغربية.
سادسا – هذه بعض أنواع الحرف التقليدية بالمغرب :
هناك الكثير من الحرف التقليدية المغربية المميزة بشكلها المختلف وأنواعها المتعددة، وهنا سنقدم لكم أبرزها من خلال هذه النقاط التي سنوضحها لكم، والتي تتنوع وتعطي ذاك الطابع المميز الذي يشهده المغرب ويعرفه ، وهي كما يلي :
-
حرف نسج السجاد المغربي:
ويعتبر السجاد المغربي من أفضل أنواع السجاد على مستوى العالم، فهو يصنع بطريقة مغربية أصيلة تدل على ثقافة المكان الذي صنعت فيه ويتم تسمية السجاد تيمناً بالمنطقة التي صنع فيها فيقال عن السجاد المصنوع في الرباط بالسجاد الرباطي والسجاد المصنوع في أزمور بالسجاد الزموري وهكذا، وتتم صناعته من أفضل أنواع الصوف بعد أو القطن الخالص ويتم تلوينه بالألوان الطبيعية.
-
حرفة الزليج المغربي:
وتعتبر فاس هي العاصمة المغربية لصناعة الزليج، وهو عبارة عن قطع متوسطة الحجم يتم تكسيرها إلى قطع صغيرة ثم إلصاق هذه القطع بالإسمنت وإخراج قطعة فنية مبتكرة من الفسيفساء، وهو متنوع ومختلف في أشكاله وألوانه وأحجامه .
-
حرفة صناعة القصب:
وتعتبر هذه الصناعة من أقدم الصناعات اليدوية في المغرب العربي، وكانت هذه الصناعة تلقى شعبية بين الناس لرخص ثمنها وطول عمرها، ولكن مع مرور الوقت أخذت هذه الصناعة بالاندثار بسبب قلة الأراضي الخاصة بزراعة القصب، ويتم من القصب صناعة السلال والرفوف والجدران والأسقف المظللة للشمس.
-
حرفة صناعة النحاس:
وتعتبر صناعة النحاس من الصناعات المشهورة في مدن فاس وتطوان ومراكش، ومن الصناعات النحاسية المطلوبة بكثرة تلك التي تحفر عليها النقوش بدقة متناهية مثل الأواني والفوانيس، وغيرها من اللمسات التقليدية المغربية المميزة.
-
حرفة دباغة الجلود كحرفة الحدادة بالمغرب:
ويوجد الكثير من المصنوعات الجلدية في المغرب وخاصةً في مدينة فاس، والتي يتم دباغتها بالطرق القديمة، وتشتهر فاس بدباغة العديد من أنواع الجلود مثل جلود الماعز وجلود الأبقار وجلود الأغنام التي يتم فيما بعد أخذها وصناعة أفضل أنواع الحقائب والأحذية منها.
-
حرفة صناعة المجوهرات:
وتتميز مدينة مراكش المغربية بصناعة أفضل أنواع المجوهرات المصنوعة بشكل يدوي أصيلة المنشأ، كما تزخر مراكش بالمجوهرات البربرية الفاخرة، وحتى العصرية منها، والتي تتميز برموزها وأشكالها المختلفة ولمساتها الرائعة .
-
صناعة خشب العرعار:
وتتميز مدينة الصويرة المطلة على المحيط الأطلسي بصناعة التحف الفنية من خشب العرعار الثمين، ولا يمكن أن تجد هذه، الحرفة المميزة إلا في هذه المدينة الساحلية في المغرب، ومن هذا النوع من الخشب يستطيع الحرفيون استخراج الكثير من الأشكال واللمسات التقليدية.
خلاصة عامة:
الحديث عن الحرف المغربية، يكاد لا ينتهي فهي كثيرة ومتعددة وكلما قلت أنك فهمت وتكلمت بما فيه الكفاية عن حرفة معينة، إلا وتجد نفسك قد أهملت الكثير من التفاصيل المتعلقة بها والتي لا يمكن إلا أن تذكرها، حتى تعطي لكل حرفة مغربية عريقة حقها، وهذا ما سنوفيكم به من خلال مقالاتنا القادمة الخاصة بالحرف التقليدية المغربية.