التقاليد التي ينفرد بها المغرب عن غيره من البلدان تعرف عليها
أولا – مقدمة شاملة عما يتميز به المغرب عن غيره:
التقاليد التي ينفرد بها المغرب، متعددة وكثيرة ولا يمكن عدها، فهي تتميز بالتنوع والاختلاف من منطقة إلى أخرى، مع وجود سكان يتألفون من البربر والعرب ، ساهمت كل مجموعة عرقية في ثروة البلاد من الطقوس والاحتفالات والتقاليد الثقافية.
ونظرا لأن معظم المغاربة مسلمون ، فهناك تأثيرات من العادات الإسلامية ، ولكن هناك بعض الأشياء التي لن تجدها إلا في المملكة المغربية دون غيرها، وتتنوع هذه التقاليد الكثيرة التي تجدها في المغرب، بمجرد أن تطأ قدمك ترابه، إذا كنت أجنبيا، فسترى ما لم تراه في مكان آخر، هذا التنوع الذي يزخرف به المغرب.
ومن تراث وأصالة مغربية عريقة تجد بصمتها في كل ركن وفي كل شبر من فضاءاته، ويعود هذا التميز في المغرب إلى تمسك شعبه بالتاريخ واعتزازه بتراثه العريق، وحتى نقربكم أكثر من هذه التقاليد التي ينفرد بها المغرب، سنعرفكم عليها من خلال هذه السطور كما يلي :
ثانيا – الملابس التقليدية من التقاليد التي ينفرد بها المغرب عن غيره:
تعتبر الملابس التقليدية من الخامات المغربية الرائعة، التي تدخل ضمن قائمة التقاليد التي ينفرد بها المغرب، إذ أن الملابس المغربية التقليدية لا شبيه لها في كل بلدان العالم، وتنقسم إلى عدة أقسام مهمة ومميزة، إلا أن الأشهر منها هي الجلابة والقفطان، وهنا سنعرفكم على لمسة الجلابة وتاريخيه وأيضا خامات القفطان تلك القطعة الفاخرة والراقية.
-
الجلابة المغربية قطعة فريدة من نوعها في المغرب:
الجلابة هي نوع من الملابس الطويلة الفضفاضة التي يمكن أن يرتديها الناس من كلا الجنسين، ولديها أكمام طويلة وعادة ما تكون ذات غطاء مدبب أيضا، وهي من الملابس التقليدية الأكثر ارتباطا بالمغرب ، لها جذور أمازيغية ، وبالتالي يمكن العثور عليها في بلدان شمال إفريقيا الأخرى حيث استقر البربر ، على سبيل المثال الجزائر وتونس.
ومع ذلك ، فإن الجلابة المغربية الشهيرة التي تسمى البزوية نشأت في مدينة بزو المغربية وهي فريدة من نوعها في البلاد، ولها مميزات في النسيج الخاص الذي يبدو أرق بكثير من الجلابة العادية ويمكن أن يستغرق صنعه يدويا ما يصل إلى شهر.
ورغم أن البربر استقروا في عدة بلدان بشمال إفريقيا إلا أن الجلابة المغربية لا يوجد لها شبيه في أي مكان، إذ أن المغاربة حافظوا عليها وتمسكوا بها وجعلوها لباسا رسميا لهم عكس باقي البلدان التي اختفت فيها تماما.
-
القفطان المغربي قطعة فاخرة وراقية :
التكشيطة أو القفطان المغربي هو تلك القطعة المميزة والراقية والفاخرة، التي انتقلت من الحدود المغربية لتصل إلى العالمية، وهي قطعة طويلة وفضفاضة من الملابس التي ترتديها النساء في المغرب وعادة ما يتم ارتداؤها في الاحتفالات والمناسبات الخاصة.
كما أن القفطان لباس راقي جدا، وقد عرفت أميرات القصر الملكي بها في العالم كسفيرات للقفطان المخزني الفاخر والمميز بجماله وأصالته التقليدية التي كانت وما تزال حتى هذه اللحظة مرافقة لكل مغربية في هذه القطعة، فالقفطان كان دائما ولا زال عبارة عن تراث تفتخر به المرأة المغربية في كل الأوقات وفي كل المناسبات.
ولا يمكنها أن تغيره بأي قطعة أخرى،إنه مصنوع من قطعتين: فستان عادي إلى حد ما وثوب جميل زخرفي غني بالخرز والترتر والأزرار والتفاصيل المطرزة، ويحمل في طياتها الكثير من التفاصيل الجميلة والراقية .
ثالثا – موسيقى الملحون من التقاليد التي ينفرد بها المغرب:
ولدت هذه الموسيقى في مجتمعات الحرفيين المغاربة في جنوب البلاد، ومع التأثيرات من الأنماط الموسيقية الأندلسية ، يعد الملحون نوعا من القصائد المغنية ، مع كلمات غالبا ما تتعلق بالقضايا الاجتماعية والثقافية، وهي من الأنواع الموسيقية الرائعة التي يعشقها المغاربة، والتي لا يمكن أن تحضر عرسا أو حفلا مغربيا أو مناسبة كيفما كان نوعها دون أن تحضر فيها موسيقى المحلون.
تعتبر موسيقى الملحون من أروع وأجمل الأنماط الموسيقى التي يعشقها المغاربة عامة، لا سيما في الأعياد الدينية حيث تكون حاضرة بقوة، ولا تكتمل مائدة الإفطار دون هذه الموسيقى الرائعة، كما أن لها شعر خاص تغنى فيها الفنانون عن كل شيء، عن الحب والفن والعشق والأكل والمدن المغربية وغيرها.
رابعا – أطباق الطعام المختلفة والمتنوعة في المغرب :
لا يختلف اثنان على أن الطبخ المغربي من المطابخ التي تحتل المراتب المتقدمة في العالم، وهو من أفضل المطابخ لدى الكثيرين، حتى كبار الطبخ والمختصين في هذا المجال حول العالم، يشهدون بروعة وجمالية الأطباق المغربية، واختلافها، وهذا الاختلاف ما يعطيها تلك المرتبة ، وحمن بين أهم الأطباق المغربية شهرة في العالم الطنجية وطبق الكسكس وسنقدم لكم نبذة عن كل منهما في السطور التالية:
-
الطنجية المراكشية من التقاليد المغربية :
تعتبر الطنجية من الأطباق التقليدية المغربية، والتي تشتهر بها مدينة مراكش على وجه الخصوص،و تأخذ الوجبة اسمها من الإناء الحجري الذي يتم طهيها فيه، وهو طبق لحمي تضاف إليه تشكيلة من التوابل والزيت والليمون المملح مع قطع اللحم (عادةً لحم الضأن) قبل طهيها ببطء في الجمار.
وكان يأكلها تقليديا الرجال الذين يعملون في الأسواق ؛ إذ كانوا يعدونها بأنفسهم ، ويوم إجازتهم أيام الجمعة ويأخذونها إلى الحديقة في نزهة مع أصدقائهم، وقد أصبحت اليوم طبقا عالميا مفضلا لدى كل من يزور المغرب ويحط الرحال بمراكش.
-
طبق الكسكس من التقاليد التي ينفرد بها المغرب:
يعتبر طبق الكسكس من أروع وألذ الأطباق المغربية التي يعشقها الجميع، وهو عادة أسبوعية لا تفارق المغاربة أبدا، وقد تجد أن تناول الكسكس يتم على نطاق واسع في العديد من البلدان حول العالم ، إلا أن هذا الطعام الأساسي في المغرب يتم الاستمتاع به تقليديا في أيام الجمعة، وبطريقة طهي خاص ومميزة لا يعرفها إلا المغاربة ولا يتقنها إلا المغاربة.
وهذا ما يجعله مميزا ومختلفا عن كل أطباق العالم ، وهو نوع خاص ، فالكسكس المكون من سبع خضروات واللحم أو الدجاج هو الطبق الرئيسي والأساسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه أبدا ، والذي يتم تناوله يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة، وباعتباره يوم مقدس ، فإنه يكون مناسبة هامة تجمع الناس حول المائدة بعد الصلاة لتناول الكسكس .
كما يؤكل الكسكس عادة في مجموعات ، مثل جلوس عائلة كبيرة معا لتقاسم وجبة واحدة من طبق كبير، وتاريخيا ، كان الناس يجتمعون بعد صلاة الجمعة ويتطلعون إلى وجبة وفيرة بما يكفي لجعل الجميع يشعرون بالشبع والرضا، وهو الطبق الأساسي أيضا في العديد من المناسبات كالأعياد الدينية والحفلات وغيرها.
خامسا – تنوع اللهجات من التقاليد التي ينفرد بها المغرب:
رغم أن المغرب هو بلد عربي ولغته الرسمية هي اللغة العربية، إلا أن هذا لا يعني أن سكانه يتحدثون اللغة العربية الفصحى، بل هناك الكثير من اللهجات المتميزة الموجودة في المغرب، وتعتبر اللهجة الدارجة هي اللغة العربية الأكثر استخداما بين سكانه.
وعلى الرغم من أنها تشبه من نواح كثيرة الأشكال الأخرى للغة العربية ، خاصة تلك المستخدمة في الجزائر وتونس المجاورتين ، إلا أن اللغة المغربية تتميز ببعض الخصائص المميزة التي لا توجد في الدول الأخرى الناطقة بالعربية.
في الواقع ، يعتبر بعض اللغويين أن اللهجات العربية في شمال إفريقيا هي لغات مستقلة، خاصة في المغرب فهي تحتوي على الكثير من المفردات والمصطلحات التي تعود في الأصل إلى اللغة العربية الأصلية، و تأتي داريا من مصادر مختلفة ، مثل العربية القديمة ، واللغات البربرية ، واللغات جنوب الصحراء ، والتركية ، والفرنسية ، والإسبانية ، والإيطالية.
كما أثرت التأثيرات الاستعمارية من الفرنسية والإسبانية على اللغة المحلية ، وليس من غير المعتاد سماع كلمات أوروبية متناثرة في جمل المغاربة، فهو من الأمور العادية جدا أن تتحدث لمغربي، حتى وإن لم يكن يعرف القراءة أو الكتابة، إلا وتجد كلامه يحتوي على الكثير من المفردات التي تتنوع بين اللغة العربية الفصحى القديمة والتركية والفرنسية وأيضا الاسبانية.
خلاصة عامة :
يعتبر هذا التنوع الذي يشهده المغرب ويعيشه سكانه، يرجع في الأصل إلى تمسك المغاربة بتراثهم وأيضا اعتزازهم بمغربيتهم وبطقوسهم وتقاليدهم وعاداتهم التي توارثوه منذ قرون من أجدادهم، والتي يورثونها أيضا لأبنائهم، فلا يمكن لمغربي أو مغربية مهما كانت حياتهم عصرية ومتفتحة، إلا وتجد التقاليد والتمسك بها حاضرة وبقوة في كل تفصيلة من تفاصيل حياتهم مهما كانت هذه التفصيلة صغيرة.